إن الثورة المعرفية الجديدة والتقدم التكنولوجي الهائل الذي عرفه حقل اللسانيات أبان عن وجود أزمة على مستوى المصطلح اللساني وبأنّه يتخبط في ظل التعددية المصطلحية. وليست قضية المصطلح اللساني بمنجاة عن قضية المصطلح العلمي، خاصة أن اللسانيات أقرب إلى العلم منها إلى غيره، ومن خلال قراءة كتب اللسانيات المترجمة منها أو الموضوعة بالعربية تتبيّن لنا الفوضى المصطلحية ما بين مغرب الوطن العربي وشرقه، وهو ما يحول دون فهم هذا العلم فهما دقيقا صائبا، ذلك أن المصطلح اللساني كغيره من المصطلحات الأخرى التي وفدت إلينا نجد نوعاً من الحرج في توظيفه واستعمالاته؛ كونه يخطو اتجاهاً خارج اللغة العربية بعيداً عن الاشتقاق والتوليد من جهة، ومعتمداً على التعريب والترجمة من جهة أخرى.